في عناوين الصحف

الأخبار البحث

مشروع وثائقي يسلط الضوء على قصص لبعض أهالي رأس الخيمة بكلماتهم الخاصة

مؤسسة القاسمي
ديسمبر 31, 2015

كان عيسى النعيمي لا يحب ارتياد البحر في طفولته، وكان يعمل والده حينها نوخذا ذو منزلة مرموقة وسمعة حسنة بين أهالي رأس الخيمة. أرسله والده إلى المدرسة ليتعلم القراءة والكتابة حتى يتمكن من القيام بحسابات سفينته التي لم يكن أي من الرجال العاملين على متنها يستطيع القراءة أوالكتابة. ومع ذلك، أصر النعيمي على العودة إلى المدرسة بعد موسم واحد فقط من العمل في البحر.  

و يتذكر قائلاً: "كانت هناك أمواج عاتية ترتطم بسفينتنا بقوة". ويضيف:"وعلى متن السفينة في عرض البحر، تكاد الأمواج لا تنتهي أبداً وخلال رحلتنا واجهنا الصخور من مانجالور الى مومباسا." إن العودة إلى المدرسة تعني العودة إلى الدروس تحت شجرة السدر. وفي غضون سنوات قليلة، افتتحت دولة الكويت أول مدرسة حديثة في رأس الخيمة، وأصبح النعيمي أحد المعلمين الأوائل.

إن قصة النعيمي هي واحدة من أكثر من 50 قصة من "أهالي رأس الخيمة"، وهو مشروع وثائقي حصل على منحة سيد من مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة. ويتضمن المشروع قصصاً مروية على لسان مواطني رأس الخيمة وكذلك المقيمين الذين عاشوا في ربوعها لفترة زمنية طويلة، وقد تم توثيقها بالصور، والمقابلات الصحفية التي قام بها كل من الكندية آنا زكارياس والمصور الصحفي الأمريكي جيف توبينغ.  

و تقول السيدة زكارياس: " لطالما رغبنا في القيام بهذا المشروع لسنوات عديدة، ولحسن حظنا ساعدتنا منحة سيد في تنفيذ هذا المشروع حيث تفرغنا له بشكل كامل في فصل الشتاء الماضي." وأضافت "لا يمكن القيام بمثل هذا العمل من غير تفرغ كامل حيث تمت العديد من المقابلات على مدى أيام عديدة. كما أن هناك الكثير من الأشخاص المسنين الذين لا يستخدمون الهواتف، بالإضافة إلى الإلتزامات العائلية التي تمنعهم من الحضور إلى الإجتماعات وما علينا إلا أن نكون على أُهبة الاستعداد لإجراء المقابلات في أي وقت.

" تقول زكارياس: " لقد كان دعم المؤسسة لنا رائعاً جداً، حيث دعمونا في جميع خطواتنا، بدءاً من الخدمات اللوجستية وحتى التواصل مع المجتمع وفتحوا لنا الكثير من الأبواب."

وقد بحث المشروع في الإندماج القديم العهد بين المواطنين والعمالة المغتربة، والسبب وراء تفضيل المغتربين البقاء هنا لعدة أجيال. كما أنه يركز على التاريخ الحديث المبكر عن الإمارة في أواخر القرن العشرين.  

قالت زكارياس، التي نشأت في رأس الخيمة: "لقد عاش الناس وترعرعوا في رأس الخيمة بجوار بعضهم البعض، "حيث لم يكن هناك تفرقة في الأحياء السكنية أو في المدرسة، ولا تشكل الجنسية أية أهمية بينما كان الناس يهتمون فقط في إستثمار الشخص داخل المجتمع، وأعتقد أن هذا السبب هو الذي دفع بالكثيرين منا نحو البقاء والعيش هنا."  

ويوافق السيد توبينغ قائلاً أن هذا الحس القوي لمجتمع رأس الخيمة هو ما جعل مشروعنا مميزا للعمل به. "من المهم أن تكون ملماً بمجتمعك وبالأشخاص من حولك الذين ينتمون إلى هذا المجتمع – من هم هؤلاء الاشخاص وما الذي يفعلونه – حيث أن ذلك يساعد على الترابط والانسجام. وأنا أؤمن بأننا نساعد على تحقيق ذلك من خلال هذا المشروع وذلك ليس فقط من خلال تعريف أهالي الإمارة بهؤلاء الجيران الذين لا يعرفونهم، ولكن أيضاً من خلال مساعدة الزائرين في الحصول على لمحة أوثق وفهم أعمق عن الذين يشكلون إمارة رأس الخيمة."  

ويوفر المشروع أيضا سجل مرئي للمرأة يتضمن مقابلات مفصلة عن كيفية عمل المرأة داخل البيت وخارجه. كما يقول السيد توبينغ: "منذ البداية شعرت أنه من الأهمية إشراك أكبر عدد ممكن من السيدات خلال تنفيذ المشروع، وليس المرأة الإماراتية فقط، بل السيدات من جميع الجنسيات والمهن المختلفة لإظهار تأثيرهم على المجتمع والبلد بشكل عام.

" وقد تم تصوير كل شخص في المكان الذي يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لحياته. وبهذه الطريقة، عرض توبينغ المناظر الطبيعية الخلابة لجبال رأس الخيمة وصحرائها بل وأيضاً البيئات الأكثر حميمية- كصانعة عطور في مجلسها، وخياط أثناء عمله في الطابق العلوي المخفي من دكانه، وصانع الشاي في الجزء الخلفي من مطبخ مشبع بالبخار.  

و تقول د. ريدج، المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة: "نحن في غاية الحماس لدعم مشروع آنا وجيف نظراً لخبرة كل منهما، وبسبب يقيننها من نزاهتهم في نقل القصص من الشعب المتميز الذي جعل من إمارة رأس الخيمة مجتمعاً متكاملاً فريداً من نوعه ودقيقاً في درجات الإختلاف في ما هو عليه اليوم. إن تجاربهم تستحق أن يتم الاستماع إليها والحفاظ عليها، ويشرفنا أن نكون جزءا من هذه العملية."

وسيتم تجميع مجموعة مختارة من المقابلات والصور في كتاب شخصيات من رأس الخيمة، والذي سيكون متاحاً في عام 2016. ولمعرفة المزيد يرجى زيارة الصفحة الخاصة بالمشروع على الفيسبوك (www.facebook.com/rakpeople) or on Instagram (@peopleofrak) and Twitter (@RAKPeople).