في عناوين الصحف

الأخبار البحث

المجلس الإستشاري يسلط الضوء على مبادرات التعليم في رأس الخيمة

مؤسسة القاسمي
ديسمبر 31, 2015

بعد تميزها في طرح برامج التنمية المهنية الخاصة بتربويي إمارة رأس الخيمة خلال السنوات الخمس الماضية، حولت مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة جهودها واهتماماتها نحو تطوير نهج أكثر تكاملاً لدعم المدارس المحلية.  

توضح د. ناتاشا ريدج، المدير التنفيذي للمؤسسة: "لقد لاحظنا من خلال برامج التطوير المهني لتنمية المعلم أننا لم نشهد أية تغييرات على الصعيد المدرسي التي كنا نطمح إلى تحقيقها." تقول د. ريدج: "لقد شهدنا تطوراً ملحوظاً على المعلمين كأفراد فقد غَدوا أكثر قوة وثقة وابتكارا وإبداعاً من خلال برامجنا، ولكن لم نلحظ مثل هذا التحسن على الصعيد المدرسي. وبناء على هذا، قررنا إجراء استعراض لمدة عام." 

وكجزء من الإستعراض، أرادت المؤسسة أن تقوم بنهج إصلاحي في التربية و التعليم أكثر شمولية ويتضمن عنصر إشراك المجتمع المحلي النشط. وتدعم هذه الرغبة بحوث أساسية إضافية، أدت إلى تأسيس المجلس الاستشاري للمجتمع بهدف المساعدة في توفير التغذية الراجعة والمقترحات طوال هذه المبادرة. يقول السيد براين جيوون تشونغ، وهو أحد أعضاء فريق البحث: "إن نوع الإصلاح الذي نبحث فيه هو تجديد المدرسة بأكملها، والتي تعتبر بشكل أساسي رحلة شاملة تستدعي تدخل جميع أصحاب المصلحة في التربية والتعليم في عملية تعزيز تأثيرات المدرسة المحلية، و يمثل المجلس الاستشاري خطوة هامة في كامل عملية تجديد المدرسة، لأنه يستمع إلى أصوات المجتمع ويحشدها من البداية. 

ففي كثير من الأحيان، يتخذ الباحثون القرارات بالنيابة عن المجتمع ثم يعملوا على محاولة إقناع أصحاب المصلحة لتبني تلك الأفكار في وقت لاحق." من الجدير بالذكر، أن تشكيل المجالس الإستشارية يبقى سمة غير شائعة إلى حد ما بين المبادرات البحثية، وعلى وجه الخصوص أنها تتطلب درجة عالية من الالتزام والتعاون بين الباحثين وأفراد المجتمع. بالنسبة لمدارس رأس الخيمة، على الرغم من أن هذا النوع من التعاون قد يكون مفتاحاً لتعزيز نظام تربوي حريص على تحسين نتائج الطلاب ورضا المعلمين. وقد أبرزت الأحداث الأخيرة الإجهاد الذي يشعر به العديد من المعلمين والطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك قلة التربويين المدرَبين وانخفاض مشاركة الطلاب.  

توضح د. سويون جيون، مديرة الأبحاث في مؤسسة: "إن مشاركة أصحاب المصلحة هي المفتاح الرئيسي لتصميم وتنفيذ وتقييم أي مشروع تجديد مدرسي شامل، و ذلك قبل أن تبدأ المؤسسة في تصميم نهج لمدرسة معينة في رأس الخيمة، يجب الإستماع أولاً إلى المجتمع والأفراد الذين هم في مركز ثقافة المدرسة." ويضم المجلس الإستشاري الجديد 12 مشاركاً من المعلمين والطلاب والإداريين وأولياء الأمور وأفراد المجتمع المشاركين في المدارس المحلية، بالإضافة إلى موظفي المؤسسة.

 إجتمع المجلس لأول مرة في شهر أكتوبر تحت موافقة منطقة رأس الخيمة التعليمية. وخلال الإجتماع، قدم باحثو المؤسسة لمحة عامة عن تجديد المدرسة ككل ومسؤوليات أعضاء المجلس الإستشاري. وقد تبادل المشاركون خلال الإجتماع الأسئلة، والأفكار، وأبدوا حماسهم تجاه المشروع. 

وقد عبرت آمنة الزعابي، الطالبة المواطنة في الصف 12 والمشاركة في المجلس الاستشاري عن تفاؤلها تجاه هذه المبادرة. "آمل أن نتمكن من حل المشاكل المدرسية وتبادل ما يفكر به الطالبات. أسمع شكاوى من صديقاتي وصديقاتهن والمعلمات، وآمل أن نعمل جميعنا معاً . . . لجعل [رأس الخيمة] مكاناً أفضل لجيلنا ومستقبلنا."  

و مما يجدر القول به أن المجالس الإستشارية في مثل هذه الحالات تكون مهمة جداً لأنها تجلب نظرة المجتمع وسياقه للمشروع والتي لا يستطيع الباحثون الوصول إليها من خلال وسائل البحث التقليدية. وقد إتفق الأعضاء المشاركون على الإنخراط بفعالية في أنشطة المجلس، وتقديم المشورة الفردية للباحثين، وإعطاء نتائج ومقترحات صادقة وبناءة بينما تنفذ كامل عملية تجديد المدرسة.

 ويعتقد د. فيصل عبيد أحمد الطنيجي رئيس قسم الشؤون التربوية في منطقة رأس التعليمية وعضو المجلس الإستشاري أن التعاون بين المدارس ومؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، كمبادرة تجديد المدرسة، من المؤكد أنه سيعود بالنفع على المجتمع. 

و يعلق د. الطنيجي: "لقد شاركت في العديد من برامج مؤسسة الشيخ سعود [بن صقر القاسمي] لبحوث السياسة العامة التي تعتبر واحدة من المؤسسات الرائدة في إمارة رأس الخيمة، والتي توفر دعماً كبيراً لمدارس رأس الخيمة." 

و ترى د. ريدج أن المجلس الإستشاري للمجتمع سوف يلعب دوراً هاماً في مبادرة تجديد المدرسة ككل وتتطلع إلى تجريب هذا النهج الجديد في قسم البحوث في المؤسسة. "عندما نفكر في إصلاح التعليم، فإننا نريد أن نرافق خلال كل خطوة من المشروع، الأشخاص الذين هم أكثر تأثراً وتخصصاً في التعليم في إماراتهم. وفي نهاية المطاف، إننا نعتقد أنه لا يمكن تجديد المدرسة ككل بشكل فعّال إلا إذا تمّ إشراك المجتمع بأكمله، و يعتبر هذا المجلس جزء من إلتزامنا نحو تعزيز مشاركة هادفة."