في عناوين الصحف

الأخبار البحث

Ras Al Khaimah | United Arab Emirates | History | National Identity | Urban planning | Al Qasimi Foundation | Matt MacLean

المناظر الطبيعية في المناطق الحضرية في دولة الإمارات العربية المتحدة تعكس الهوية الوطنية

مؤسسة القاسمي
مارس 29, 2016

 

السيد ماثيو ماكلين هو طالب دكتوراه في جامعة نيويورك وآخر أستاذ زائر للمؤسسة. وقد أمضى ما يقارب عامين في دولة الإمارات العربية المتحدة لتوثيق كيفية إنعكاس المساحات المادية في تطورها من الإمارات المتصالحة منذ عام 1950 في الدولة إلى ما هي عليه اليوم.

و توضح السيدة كترن مُلان، مسؤولة المنح البحثية لدراسات الدكتوراه في المؤسسة"إن التنمية الحضرية  هي أحد  أولويات المؤسسة و يساعد بحث الأستاذ ماثيو في توثيق الأفراد و المواقع التي تجعل من إمارة رأس الخيمة مكاناً مميزاً."

و أضافت: "ونحن كثيرا ما نفكر في ما قد حدث تاريخياً و خلال مئات أو آلاف السنوات التي مضت، ولكن هذا البحث يسلط الضوء أيضاً على الإحتياجات اللازمة لحماية تاريخ دولة الإمارات الحديث - الذي غالباً ما يتجسد في البيئة العمرانية. "

ووفقاً للسيد ماكلين، فإن تشكيل الهوية المجتمعية لا يتم فقط من خلال التعليم الثقافي والاحتفالات الرسمية مثل فعاليات الاحتفال باليوم الوطني، ولكن أيضا بطرق ملموسة وأكثر واقعية، مثل تجربة الحيز الحضري والحياة اليومية.

يقول السيد ماكلين "لقد برزت الهوية الوطنية الإماراتية، كجزء من التجربة الجماعية للتحديث والنمو السريعين، ويجسد هذا الانتقال جانبين من الهوية الإماراتية – التقدم المستمر واحتضان التحديث- مع مراعاة الذكريات والقيم التي ربما ورثوها عن الأجيال السابقة."

"فعلى سبيل المثال، انتقلت العديد من الأسر من الأحياء القديمة في رأس الخيمة للعيش في منازل أكثر حداثة في منطقتي دهان و الظيت. وفي الوقت نفسه، تفخر في الحفاظ على قيمها وعاداتها وتقاليدها التي توارثتها عبر الأجيال."

و يوضح السيد ماكلين:"تنتشر في إمارة رأس الخيمة العديد من المنازل و المساجد و أبراج المراقبة التي بنيت قبل الاتحاد، وبعض أفضل  الحصون في دولة الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، المحافظة على بعض مظاهر البنية التحتية الموجودة في أوائل العصر الحديث و التي تتضمن منازل منطقة الشعبية و الشارع الكويتي و أسواق المعيريض. و تم حياكة هذه المواقع ضمن الطابع الحضري و الريفي للإمارة، مما أدى إلى التحديث العمراني مع المحافظة على الهوية التاريخية."

ومن الجدير بالذكر أن صناعة الأفلام قد وصلت إلى رأس الخيمة، لتظهر تميز وأصالة مدينة الجزيرة الحمرا الشبه مهجورة، والتي تضم  أكثر من 100 منزل قد تم بناؤه في الحقبة الزمنية السابقة للإتحاد. وتحتوي هذه القرية على أفضل أمثلة العمارة التي سبقت إكتشاف النفط في الخليج، وقد خصصت الحكومة المحلية هذا المجال للحفاظ على ذلك.

وفي منطقة المعيريض، يشكل بيت السركال معلماً محلياً وبناءً مجاوراً يعرض واحدة من البارجيلات (أبراج الرياح) الإماراتية الأصلية القليلة المتبقية.  هذه وما شابهها من المنازل في مناطق الرمس، والعريبي، وأماكن أخرى توفر نافذة لا مثيل لها عن الحياة الإماراتية قبل اكتشاف النفط وتوفر نظرة ثاقبة لأنماط المعيشة المستدامة بيئياً.

ومن ناحية أخرى، يتفق السيد ستيفان هوب، مدير مشروع في وزارة الآثار والمتاحف، والذي عمل في الإمارة لعدة سنوات  على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر مكاناً هاماً لدراسة آثار التطور السريع في نمط الحياة والثقافة والهوية.  

يقول السيد هوب "من خلال قضاء الوقت مع المواطنين، اتضح لي مدى قوة هويتهم مع المواقع المختلفة وخاصة بين الأجيال الأكبر سناً."

"في الماضي، كان السكان المحليين يضطرون دائماً إلى أن يكونوا أكثر مرونة وقابلين للتكيف مع البيئات القاسية نسبياً. ومن المثير للإهتمام الآن أن نرى الطرق التي تعيش فيها هوية الأجيال الأكبر سناً في جيل الشباب عندما يتكيفون  مع التطورات الحديثة."  

ومن الجدير بالقول أن أهمية هوية رأس الخيمة التاريخية في الحياة اليومية قد تكون جليةً للعيان في منطقة سوق البلدة القديمة، حيث يزاول المواطنون والمقيمون أعمالهم كالمعتاد كل يوم في المباني التي يعود تاريخها إلى الأيام عندما كانت هذه المنطقة جزءاً من الإمارات المتهادنة.

و تقول السيدة كورين ششستر، وهي مقيمة في منطقة الظيت في رأس الخيمة " أدهشني معرفة المزيد عن كيفية إزدهار الناس هنا قبل استخدام وسائل الراحة الحديثة مثل السيارات ومكيفات الهواء."

وتضيف "عندما أقود سيارتي على شارع السوق القديم وأرى القلعة التي تم بناؤها في  عام 1700 وهي لا تزال قائمة وشامخة على الطريق القادم من جهة أبراج جلفار، أدرك حينها أنني حقاً أعيش في مكان يأسر تاريخ دولة الإمارات بطريقة بشكل غير عادي."

يقول السيد ماكلين "باعتقادي، أن النقطة التي يوضحها هذا البحث هي أن الحفاظ على التراث لا يعني معارضة شاملة للتغيير. حيث يجب أن يدمج التراث-بشكل عملي -في المجتمع إذا كان له أن يتطور بنجاح، و يبدو أن قادة الإمارات العربية المتحدة متفهمين تماما لهذا الأمر."

د.نتاشا ريدج، المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة وخبيرة في التربية والتعليم، إنها متحمسة بأن المؤسسة قد تمكنت من توسيع نطاق البحث ليشمل المزيد من التركيز على التنمية الحضرية.

"وعلى الصعيد البديهي، نحن نعلم أن دمج المواقع التراثية في أنماط الحياة اليومية لسكان رأس الخيمة هو أمر مهم"، كما تقول، "ولكن من الأهمية دعم وجهات النظر الأكاديمية للمكان و معرفة كيف تعكس البيئة الحضرية محافظتها على هوية الإمارات العربية المتحدة في القرن الحادي والعشرين."