برنامج التعلم المهني ،الإستمرار في إحداث تغيير
ديسمبر 25, 2017
يواصل برنامج "التعليم المهني" التجريبي التابع لمؤسسة القاسمي تأثيره الإيجابي على الطلبة الذكور في مدرسة سعيد بن جبير للبنين في رأس الخيمة. . وقد عمل البرنامج على مدى الأعوام الأربع الماضية على إعادة إشراك الطلاب المتعثرين المعرضين لخطر التسرب من المدارس. وخلال العام الدراسي ٢٠١٦-٢٠١٧، شهد البرنامج تحسناً ملحوظاً بنسبة ٧٠% في حضور الطلاب فضلاً عن إنجازات هائلة في تنمية المهارات الحياتية للطلاب.
وبهذا الصدد، تصرح الأستاذة عزة إمباسي، مديرة مدرسة سعيد بن جبير للتعليم الثانوي للبنين: " نحن سعداء جداً ويشرفنا أن نكون أول مدرسة في رأس الخيمة تستضيف هذا البرنامج التنموي. والأهم من ذلك أننا فخورون جداً بأبنائنا الطلاب وبإنجازاتهم التي حققوها خلال البرنامج، والتغييرات الإيجابية التي شهدناها في سلوكهم ومواقفهم المثمرة".
من الجدير بالذكر أن برنامج التعلم المهني، بدأ كبرنامج تجريبي في شهر أكتوبر من العام ٢٠١٤. وقد جاء هذا البرنامج إستجابة لدراسة تم إجراؤها في عام ٢٠١٣ عن تسرب الطلاب الذكور من المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي توصلت إلى وجود مزيج من العوامل المدرسية السلبية التي تلعب دوراً كبيراً في قرارات الطلاب نحو التغيب عن الحصص المدرسية والتي تؤدي بدورها إلى التسرب من المدرسة. وتتضمن هذه العوامل معدلات التحصيل العلمي المنخفضة، والقضايا السلوكية، و العلاقات السلبية أو الضعيفة مع المعلمين.
ومن خلال مشاركة الطلاب في المشاريع اللاصفية ليوم واحد إسبوعياً، أوجد البرنامج مساحة آمنة للطلاب لبناء علاقات إيجابية مع المعلمين والأقران. فضلاً عن أن ذلك ساعدهم في استكشاف قدراتهم العملية جنبا إلى جنب مع تنمية مهاراتهم الحياتية الهامة مثل التعاون والقيادة وحل المشاكل والقدرة على التكيف والتواصل والتعاطف.
وفي هذا الشأن تقول الأستاذة سحر الأسد، وهي باحثة مشاركة في مؤسسة القاسمي: "إن القبول غير المشروط للطلاب كأفراد والخروج من بيئة الأداء المتدرج في المدرسة قد أتاح لهم اكتشاف ما يمكنهم تحقيقه". "الآن، هم طلاب المرحلة العليا في المدرسة، وإنه لمن دواعي سروري المطلق أن أشاهد الطلاب الذين بدأوا معنا هذا البرنامج بالتطور ليغدوا شباباً واثقين من أنفسهم كما نراهم اليوم".
ومما يجدر القول به أنه وعلى الرغم من وجود عنصر مهني في البرنامج، إلى أن ذلك ليس الهدف منه. فبرنامج التعلم المهني يعمل على مساعدة الطلاب على الإندماج في المدرسة من خلال رفع مستوى حضورهم وتطوير مهاراتهم الحياتية. وهو يعتمد بذلك على استخدام النهج التعاوني القائم على المشاريع.
ويعلق الأستاذ جون كينيدي وهو مدرب التعليم الفني لعدة سنوات في البرنامج قائلاً: "عندما بدأ البرنامج التجريبي، كان يقوم بتنفيذ مشاريع صغيرة مثل بناء الكراسي الفردية والطاولات. ومع ازدياد عدد الطلاب العاملين، انتقلنا إلى مشاريع أكثر تحدياً، بما في ذلك تصميم وبناء منزل إماراتي شعبي من سعف النخيل. وقد كان مجزيا أن نرى مدى ملكية الطلاب لمشاريعهم في البرنامج وحماسهم لتبادل ما أنجزوه مع الزوّار".
وفي شهر نوفمبر، أكمل الطلاب مشروعهم الأكثر طموحاً ووضوحاً إلى الآن عندما قاموا بزراعة مدخل المدرسة. وقد شارك الطلاب في جميع مراحل المشروع من التخطيط إلى التنفيذ، وقد استغلوا الفرصة لاستكشاف الاستدامة والإشراف البيئي من خلال دمج التقنيات والنباتات المناسبة للمناخ في تصاميمهم.
علّق أحد الطلاب قائلاً: " لقد كان الأمر صعبا للغاية. "ومع ذلك، خلال الأسبوع التالي [أي بعد الانتهاء من المشروع] حصلنا على الإطراء و الثناء من جميع المعلمين والطلاب فيما يتعلق بمدخل المدرسة، وحتى أمين الصندوق في متجر الأسواق الوطنية(متجر بجوار المدرسة). كما قال لي والدي أيضا أن المدرسة تبدو مختلفة جداً الآن، أشعر بالفخر لأنني كنت جزءاً من هذا البرنامج".
وبجانب المشاريع الأسبوعية، يحاول برنامج التعلم المهني على إدراج نشاط اجتماعي واحد على الأقل في كل فصل دراسي. وكان آخرها بطولة كرة القدم بين المدارس التي نظّمتها مؤسسة القاسمي، والتي تهدف إلى تعزيز نمط حياة نشط وصحي مع تشجيع العمل الجماعي، والتواصل، والمهارات القيادية. وقد شارك طلاب البرنامج كفريق واحد، وحضر المعلمون والكادر المدرسي والأسر والأصدقاء هذا الحدث لتشجيعهم. وفي النهاية، حصل الطلاب على ميداليات وجوائز خاصة نظير مشاركتهم.
وقد علّق أحد أولياء الأمور قائلاً: "هذا حدث عظيم!" "إنه منظم بشكل رائع! وأتمنى أن تنظّم المدارس المزيد من هذه الفعاليات، حيث يمكنني أن ألتقي بأولياء أمور أصدقاء ابني الذين يشاركونني مصالح واهتمامات مماثلة، كما أنني أيضاً أحب مشاهدة ابني وهو نشيط ويستمتع بوقته".
ومن الجدير بالذكر أن زيادة وضوح جهود الطلاب قد أدى إلى زيادة التعزيز الإيجابي الذي يتلقاّه الطلاب من معلميهم وأقرانهم وأولياء أمورهم. وقد ساعد ذلك على إيجاد ثقافة مشتركة للنجاح ودعم المجتمع للطلاب وأسرهم. والأهم من ذلك، أن افتخار الطلاب في عملهم قد حفزهم على تحقيق أهدافهم.
وقد صرح الأستاذ كينيدي: "إذا كان علي أن أختار نقطة واحدة تبين مدى نجاح البرنامج، فإنني سأختار الطلاب الذين كانوا على وشك ترك النظام التعليمي". "إن أربعة من الطلاب الذين كانوا يشكلون تحدياً كبيراً في المدرسة قبل ثلاث سنوات هم الآن طلاب مسؤولون وقادة في المدرسة وقد حصلوا على احترام المجتمع المدرسي بأكمله. لديهم تطلعات وثقة فعلاً لتحقيقها".
لمزيد من المعلومات حول البرنامج، يرجى زيارة صفحة برنامج التعلم المهني على موقع مؤسسة القاسمي. كما يرجى قراءة ورقة عمل المؤسسة عن الأنماط والتصورات حول تسرب الطلبة الذكور من المدارس الثانوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، للحصول على معلومات أساسية عن معدلات تسرب الذكور في الإمارات العربية المتحدة.